اللَّفيح - المسافر له في البحرِ طريقٌ مَلَّاح يبسط مُحيطًا من الحكايا

دعوة للقاء الشخصية الأسطورية اللفيح (المسافر بحرًا) والمصنوع من شِباك الصَّيد التَّقليديَّة، والذي ينتصب كشاهدٍ على فَنِّ الحَكْي الشفاهي، الرَّاسِخ في وجدان البلاد وتراثها.

تلك الشخصية ليست مجرَّدَ ابتكارٍ، هو تجسيدٌ حيٌّ للتقليد الشفاهي القديم، وحافِظٌ للحكايات المتناقَلَة من جيل لجيل. بعينين لامعتين كالبحر تنعكس عليه شمسٌ ساطعةٌ، وبِصوتٍ كحفيف الرِّيح في سعف النخيل يتبدَّى اللَّفيحُ كخبيرٍ في فنون الحكي الشفاهية.

وكما يُصلح الصَّيَّادون شِباكَهم بعد كل رحلة صيد؛ يجمع اللَّفيحُ رواياتِ الماضي، وينسجها من جديدٍ، وكأنَّه موكَّلٌ بحراساتها، وأَرشَفَتِها، والمحافَظَة على جوهر الفولكلور والتُّراث. وبقلبه الذي ينبض على إيقاع أمواج البحر، وحكاياته التي تنقل حِكمةَ الأجيال؛ يسافر بِكُم اللَّفيحُ إلى بلادٍ بعيدةٍ، وأزمِنَةٍ غابِرَة.

وكنداءات حوريَّات البحر، ساكِناتِ الأعماق، ستخلب حكاياتُ اللَّفيح المتناغِمةُ ألبابَكُم؛ فينطلق معكم، ومع أبطال رواياته، في رحلاتٍ مَلحميَّة مليئة بالمخلوقات الأسطوريَّة، يندمج فيها الواقِعُ بالخيال؛ فقِصَصُه ليست مجرَّدَ كلامٍ يُقال؛ إنها سُفُنٌ تُبحِر في المجهول، وتحملكم إلى مناطِقَ بعيدةٍ، تزخر بالرَّهبَةِ والعجائب.

بحضور اللَّفيح يصبح المكانُ مأوًى للتقاليد الشفاهية، وموقِعًا يتجاوز فيه فَنُّ الحَكيِ العَصرَ والتكنولوجيا. ستُذكِّرُكم حكاياتُه بقوَّة الكلمة، وبالعلاقة المتينة بين الرَّاوي والمستمع ، وبالسِّحر الدائم الذي تجده في أبسط الأمور؛ كشبكَةٍ للصَّيدِ منسوجَةٍ من القصص والأحلام وجوهر الروح الإنسانية.